تداول الشائعات والأخبار الزائفة في موريتانيا بين الواقع والقانون- موقع أخر قرار

تشهد موريتانيا في الآونة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في ظاهرة تداول الشائعات والأخبار الزائفة، لا سيما عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما يثير قلق السلطات والمجتمع على حد سواء.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث  اليوم  مع شائعة سقوط طائرة تقل حجاجاً موريتانيين في البحر الأحمر، والتي أثارت ذعراً واسعاً قبل أن تنفيها شركة الموريتانية للطيران والجهات الرسمية بشكل قاطع.

وجهة نظر السلطات والشركة الوطنية للطيران

نفت شركة الموريتانية للطيران بشدة هذه الشائعة، ووصفتها بأنها “مغرضة” و”لا أساس لها من الصحة”، مؤكدة أن جميع الحجاج الموريتانيين وصلوا بسلام وأمان إلى الأراضي المقدسة، وأن الرحلات المنظمة لم تشهد أي حادث.

كما دعت الشركة الجميع إلى تحري الدقة وعدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة، مشيرة إلى حقها في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجي هذه الشائعات التي تمس أمن وسلامة المسافرين وسمعة الشركة.

من جانبها، أكدت وزارة الشؤون الإسلامية وصول الحجاج الموريتانيين إلى مكة المكرمة دون أية مشاكل، ونفت بشكل قاطع أي صحة للشائعات المتداولة، داعية إلى عدم الانجرار وراء الأخبار الكاذبة التي تثير القلق والذعر بين المواطنين.

أسباب انتشار الشائعات

يرى خبراء في الإعلام والمجتمع أن انتشار الشائعات يعود إلى عدة عوامل، منها ضعف الوعي الإعلامي، وسرعة تداول المعلومات دون تحقق، إضافة إلى وجود جهات تستغل هذه الوسائل لنشر معلومات مضللة لأهداف سياسية أو اجتماعية.

كما تسهم الطبيعة المفتوحة لمنصات التواصل الاجتماعي في سهولة نشر الأخبار الزائفة التي تنتشر بسرعة وتؤثر في الرأي العام.

الدور القانوني في مواجهة الشائعات

تتخذ السلطات الموريتانية إجراءات قانونية صارمة لمكافحة نشر الشائعات والأخبار الكاذبة، خاصة تلك التي تمس الأمن الوطني أو تؤثر على سمعة المؤسسات.

وتحذر الجهات الرسمية من أن مروجي هذه الشائعات قد يواجهون ملاحقات قانونية تصل إلى العقوبات الجنائية، في إطار الحفاظ على الأمن والاستقرار الاجتماعي.

ويؤكد قانون الإعلام والاتصال في موريتانيا على ضرورة تحري الدقة في نقل الأخبار، ويعاقب كل من يروج معلومات كاذبة تضر بالمصلحة العامة أو تسبب الذعر بين الناس.

وجهة نظر المجتمع

بينما يعبر كثير من المواطنين عن قلقهم من انتشار الأخبار الزائفة، يؤكد آخرون على أهمية وجود قنوات رسمية موثوقة وسريعة لنقل المعلومات الدقيقة، لتقليل فرص انتشار الشائعات.

كما يدعو البعض إلى تعزيز التوعية الإعلامية وتثقيف المستخدمين حول كيفية التحقق من صحة الأخبار قبل مشاركتها.

تظل ظاهرة تداول الشائعات والأخبار الزائفة تحدياً حقيقياً في موريتانيا، يتطلب تضافر جهود الجهات الرسمية، الإعلام، والمجتمع المدني لمواجهتها.

وفي الوقت الذي يلعب فيه القانون دوراً أساسياً في محاربة هذه الظاهرة، تبقى التوعية الإعلامية والشفافية من أهم الأدوات للحد من تأثيرها السلبي على الأمن والاستقرار الاجتماعي.

في مثال شائعة سقوط طائرة الحجاج، أثبتت سرعة نفي الجهات الرسمية والتوضيح الشامل قدرة الدولة على التصدي لهذه الأخبار الكاذبة، لكنها في الوقت ذاته تبرز الحاجة المستمرة لتعزيز الوعي المجتمعي ومواكبة التطورات الرقمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق