” الهابا من عسف الصحافة إلى احتواء الفسابكة “

الذي لا خلاف عليه أن نقد أصحاب النفوذ و السلطة  وكشف أخطائهم و تسليط الأضواء على عيوبهم هو جوهر عمل الصحافة الذي يجعل منها سلطة رابعة، لكن هل تبقى قوة لهذه السلطة بعد هذا الكم من الظلم ؟ هل ستصمد أملا بالإنصاف ؟ أو تنقهر أمام الواقع ؟

يمثل الفساد عقبة جسيمة تقف حائلا أمام التنميةلمستدامة و تتجاوز تكلفة الفساد مجرد استخدام الموارد في غير محلها المشروع_فاستشراء الفساد يفضي إلى تآكل النسيج الاجتماعي و إضعاف سيادة القانون و تقويض الثقة في الحكومة و يؤدي إلى تدهور نوعية حياة المواطنين و يرسي بيئة مواتية للجريمة المنظمة.

لقد استبشرنا خيرا نحن مؤسسة ٓ ” آخر قرار ” بعد تعيين الحسين ولد أمدو رئيسا للسلطة العليا و السمعيات البصرية للصحافة ،لكنه لم يلبث ستين يوما حتى بدد فألنا، و أخبرنا لسان حاله أننا كنا نتوهم حين تأملنا منه خيرا أحرى أن يحرص على نزاهة و شفافية هذا القطاع، فما لبث ولد أمدو بعد توليه الرئاسة حتى استأنف الدورات التكوينية للصحافة التي مولها صندوق الدعم و التي من شأنها أن ترفع المستويات و تخلق جوا من التنافس بين أفراد هذا القطاع، لكنه بدل أن يستهدف المؤسسات الإعلامية بهذا التكوين اختار أن يستقطب بعد بعض الفسابكة و أصحاب الهويات المجهولة لأهداف جلية و متعددة ، فالهدف الرئيس هو أكل الأموال على حساب الصحافة و من يغلل يأتي بما غل يوم القيامة.

إن الآثار المدمرة و النتائج السلبية لتفشي هذه الظاهرة المقيتة تطال كل مقومات الحياة لعموم أبناء هذا القطاع، فتهدر الأموال و الثروات و الوقت و تعرقل أداء المسؤوليات و انجاز الوظائف و الخدمات، و بالتالي تشكل منظومة تخريب و إفساد تسبب مزيدا من التأخير في عملية البناء و تطوير القدرات و التقدم ليس على مستوى الصحافة فحسب ، بل في الحقل السياسي و الاجتماعي و الثقافي، ناهيك عن مؤسسات و دوائر الخدمات العامة ذات العلاقة المباشرة و اليومية مع حياة الناس

و لا ننسى لجنة صندوق الصحافة 2021 المنتهية الصلاحية قانونيا التي أكدت فرضية التلاعب بحقوق المؤسسات الإعلامية و أظهرت ضعف رئيس ” الهابا ” أمام مافيا الصحافة، فالتمويل الذي يقدر بأكثر من عشرين مليونا ذهب أدراج الرياح.
بسبب استشراء الفساد و تجذر منظومته

فإننا نطالب رئيس الجمهورية السيد ” محمد ولد الشيخ الغزواني ” بتدارك الموقف و إقالة رئيس السلطة العليا و السمعيات البصرية ” الحسين ولد أمدو ” بعد اخفاقه الواضح في تحقيق ما تصبو إليه أسرة الصحافة و المؤسسات الإعلامية .

:تحرير:آخرقرار:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق