منع سيارات الإسعاف على الخط السريع في نواكشوط: هل يؤثر على سرعة الإنقاذ؟ – موقع أخرقرار
تشهد العاصمة الموريتانية نواكشوط حالياً مرحلة مهمة من تحديث بنيتها التحتية، عبر تنفيذ مشروع حركية حضرية مستدامة ضمن خطة “نواكشوط 2040″، والتي تتضمن تطوير شبكة الطرق وإنشاء نظام نقل سريع بالحافلات (BHNS) باستخدام ممرات مخصصة، بهدف تحسين انسيابية المرور وتقليل الازدحام في المدينة.
الخط السريع للباصات: خطوة نحو النقل العمومي الفعال:
تم تحديد خمس خطوط للنقل السريع بالحافلات، من المقرر تنفيذها بحلول عام 2026، حيث توفر هذه الخطوط ممرات مخصصة للباصات فقط، ما يضمن سرعة التنقل ويشجع المواطنين على الاعتماد على وسائل النقل العمومي، وبالتالي تقليل عدد السيارات الخاصة والازدحام المروري.
هذه المبادرة تأتي في إطار رؤية شاملة لعصرنة النقل في نواكشوط، حيث تم مؤخراً تدشين جسر الصداقة وتوسعة حركية الطرق، مما يعزز من قدرة المدينة على استيعاب النمو السكاني المتزايد وتحسين جودة الحياة.
الجدل حول حرمان سيارات الإسعاف والإطفاء من استخدام الخط السريع:
رغم المزايا العديدة التي يقدمها نظام النقل السريع، أثار قرار منع سيارات الإسعاف والإطفاء من السير على هذه الممرات المخصصة للباصات، جدلاً واسعاً بين المختصين والمواطنين على حد سواء.
يرى البعض أن هذا القرار قد يعيق سرعة استجابة خدمات الطوارئ، حيث تعتمد سيارات الإسعاف والإطفاء على السرعة والانسيابية في التنقل للوصول إلى مواقع الحوادث أو الحالات الطبية الطارئة.
ويشير مختصون في الطوارئ إلى أن أي تأخير في الوصول قد يؤثر بشكل مباشر على فرص إنقاذ الأرواح وتقليل الأضرار.
من جهة أخرى، تؤكد الجهات المسؤولة أن ممرات الخط السريع مصممة لضمان انسيابية حركة الباصات فقط، وأن السماح لسيارات الطوارئ باستخدامها قد يؤدي إلى تعقيد حركة المرور ويقلل من فعالية النقل العمومي، خاصة في أوقات الذروة.
كما تشير إلى وجود طرق بديلة مخصصة لهذه السيارات الطارئة لضمان وصولها بسرعة دون التأثير على حركة الباصات السريعة[تصريحات رسمية.
أرقام وإحصائيات وتأثيرات متوقعة:
تشير البيانات إلى أن نظام النقل السريع بالحافلات سيخدم آلاف الركاب يومياً، مع توقع تقليل الازدحام بنسبة تصل إلى 30% في المناطق التي تغطيها الخطوط الجديدة.
ومع ذلك، لا توجد حتى الآن إحصائيات دقيقة حول تأثير منع سيارات الطوارئ من استخدام هذه الممرات على زمن الاستجابة.
خبراء في النقل والطوارئ يحذرون من أن أي تأخير يزيد عن دقيقتين في استجابة سيارات الإسعاف قد يرفع معدلات الوفيات بنسبة تصل إلى 10% في بعض الحالات الحرجة.
وبالتالي، فإن توفير مسارات بديلة فعالة لهذه السيارات أمر حيوي لتفادي أي تأثير سلبي على خدمات الطوارئ.
وجهات نظر المواطنين:
تباينت آراء سكان نواكشوط بين مؤيدين يرون في الخط السريع نقلة نوعية للنقل الحضري، ومخاوف من تأثير القيود على خدمات الطوارئ.
بعض المواطنين عبروا عن قلقهم من أن منع سيارات الإسعاف والإطفاء قد يؤدي إلى تأخير في الوصول إلى الحالات الحرجة، بينما يشيد آخرون بتحسن حركة الباصات وسرعة التنقل التي يوفرها المشروع .
مشروع تطوير شبكة الطرق وإنشاء الخط السريع للباصات في نواكشوط يمثل خطوة استراتيجية نحو تحسين النقل العام وتقليل الازدحام، لكنه يواجه تحديات تتعلق بضمان سرعة استجابة خدمات الطوارئ.
يتطلب الأمر تنسيقاً دقيقاً بين الجهات المعنية لتوفير حلول مرورية ذكية تضمن انسيابية حركة النقل العمومي مع الحفاظ على كفاءة عمل سيارات الإسعاف والإطفاء، حفاظاً على سلامة المواطنين وجودة الخدمات الحيوية.