لقطات من مقابلة النايب بيرام مع جريدة شمس المعارف الناطقة باللغة الفرنسية

إليكم جوانب من ردود زعيم حركة إيرا النايب بيرام الداه أعبيدي على أسئلة جريدة شمس المعارف  الناطقة باللغة الفرنسية لقراءة الأجوبة أقرأ التالي:

شمس المعارف: بالنظر إلى الحالة التي شخصتم للتو، هل ستترشحون للانتخابات الرئاسية؟

بيرام الداه اعبيد: يجب توجيه هذا السؤال إلى النظام القائم، وإلى رئيس الدولة وحكومته. هل هم مستعدون لقبول شروط وحكم التنافس المنصف والعادل؟ هل هم مستعدون لأن يقبلوا بأن لا يظل تيار سياسي، مثل الرك، خارج نطاق القانون؟ هل هم مستعدون لأن يقبلوا بأن حركة اجتماعية مناهضة للنمطية ورافضة لحجب الرؤية، مثل القوى التقدمية من أجل التغيير، تشارك في الحوار السياسي بالحجة في وجه الحجة؟ هل هم مستعدون لرفع العراقيل الضخمة التي لا يمكن تجاوزها المطروحة أمام تقييد السكان الأصليين الموريتانيين؟ هل هم مستعدون لوضع لجنة مستقلة للانتخابات، ومجلس دستوري، ولوائح انتخابية شفافة ومتفق عليها؟ هل هم مستعدون لقبول ترشح بيرام الداه اعبيد؟ هل سيطيقون ترشح مرشح كان قد تغلب على غزواني سنة 2019 وما زال بإمكانه التغلب عليه بعد خمس سنوات؟ هل سيقبل الرئيس غزواني المخاطرة بالمصادقة على ترشح سيفرض عليه دورا ثانيا سنة 2024 ، ويفرضه على اللجوء مرة ثانية إلى الجيش وإلى القمع ليفرض فوزه؟ ألا سيكون أكثر اطمئنانا بإقصائه لترشيح منافس مجرب وذائع الصيت وخطير، لصالح ترشيحات ضعيفة؟. أعتقد أنه سيكون على النظام أن يوضح مدى استعداده لإنجاز انتخابات حقيقية، وعليه أن يقول أي نوع من المرشحين سيسمح به في الديمقراطية المهيمن عليها.

شمس المعارف: أي علاقة تربطكم بأحزاب المعارضة، خاصة اتحاد قوى التقدم وتكتل القوى الديمقراطية الذيْن أطلقا حوارا مع النظام؟

بيرام الداه اعبيد: بوصفنا تيارا من المعارضة، فإننا نحتفظ بعلاقات تشاور وتنسيق مع هذين الحزبين انطلاقا من رفضنا المشترك للاقتراع الأخير، إلا أن مفاجأتنا تكمن في أن حليفيْنا عادا، بعيد عملية صيد ليلية، باتفاق متمالئ مع النظام، فأصبحا اليوم شريكين لحزب الإنصاف، وبالتالي عضوين في الأغلبية يتحملان حصيلته وأخطاءه.
5-شمس المعارف: كتب رئيس حزب الصواب الذي انتخبتم تحت رايته تعليقا ناريا تجاه تصريحات غزواني حول فرنسا.. هل تتقاسمون معه نفس الرأي؟
بيرام الداه اعبيد: من المعروف أن علاقات حزب الرك مع الصواب تتعلق بالانتخابات أساسا. فأعضاء الرك لم ينضموا للصواب وأعضاء الصواب لم ينضموا للرك. وبعض شخصيات الصواب لا يخفون عداءهم وحساسيتهم للتقارب مع الرك. والحقيقة أن أيديولوجية كل من الطرفين وخياراتهما وأولوياتهما تختلف جذريا في عمقها. لذلك فإن حزب الرك غير المرخص لا يمكنه أن يتقدم للانتخابات إلا تحت غطاء حزب معترف به. وبالتالي فإن كل طرف يتخذ اسراتيجيته ومواقفه وخطاباته بكل استقلالية. فمثلا، انسحب الرك، شهر مايو 2022، من الحوار الذي لفقه غزواني عندما تمت خيانتنا، بينما بقي الصواب ليجلس مع أحزاب أخرى إلى أن وضع غزواني حدا لتلك التجربة دون أن يستشير شركاءه حينها. وعندما بادر رئيس الدولة ووزير داخليته إلى حوار آخر على أعتاب الانتخابات البلدية والتشريعية الأخيرة السابقة لأوانها، اتخذا قرار بتضييق دائرته لتقصي التيارات غير المرخصة، وقد شارك الصواب بكل حرية واستقلالية في الحدث. إننا نتحمل مسؤولية انتقاداتنا للرئيس غزواني، ويصيغ حزب الصواب تقييماته الخاصة به. ليس في الأمر مشكلة، والكل يعرف هذا الجانب. بيد أننا متفقون تماما مع وزير الاقتصاد عبد السلام ولد محمد صالح عندما ذكر بأن اللغة الفرنسية هي لغة اختراع علمي، وأنها أصبحت جزءا من تراثنا وشخصيتنا الثقافية. فمع العربية، تظل الفرنسية لغة عملنا وانفتاحنا على العالم واقتنائنا للمعارف. أعتقد، من جهتي، أن الامبريالية الحقيقية التي شوهتنا على المستوى الثقافي والديني وعرضت للخطر أمننا الجسدي والثقافي، هي الهيمنة الوهابية. إننا ندين قبضتها على الهشاشة الاجتماعية، ومشاريع سيطرتها على العالم، وتغييبها الدائم للنساء، وميل مريديها إلى تطبيق الفقه الإسلامي الاسترقاقي، بسبب الثراء المتمخض عن الدولار والنفط والهذيان العروبي. لقد مُسخنا في بلادنا، وتَرَك إسلامنا المتسامح مكانه للتطبيق الصارم الغريب على ذاكرتنا والراديكالية والتطرف العنيف الذين تسربا إلينا، وهشما نمط حياتنا. حتى ألقاب أطفالنا أصبحت الآن مستوردة من أغاني وأفلام المشرق. إن الهيمنة الثقافية في موريتانيا قادمة من المشرق على صورة العلاقات بين النخب القبلية وبعض الشخصيات النافذة في الخليج، وهي تتخذ وجها معهودا وتافها انتهى بنا الأمر إلى تجاهله بوصفه إحدى البديهيات. بالنسبة لي فإن فرنسا لا تمثل أي تهديد ثقافي في موريتانيا. نعتقد أيضا أنه في العالم الحالي، الذي أصبح قرية واحدة، مع تحديات كبيرة، ومتعددة ومتنوعة، فإن كل بلدان العالم، خاصة بلادنا، تحتاج إلى تقارب مع الأمم العظيمة التي تؤسس بعضُ قيمها لكفاحنا وسيبقى عليه ميسمها للأبد. أعني هنا الحرية والمساواة. وإن فرنسا والفرنسية تشكلان جزءا من ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق