*أي “تقوى” هذه أم أنه “الخروج” ؟!*

أي “تقوى” هذا الذي لا يسلم منه قريب ولا بعيد ؟!
أي “تقوى” هذا الذي لا يزرع إلا الشوك ولا ينثر إلا السموم والإساءات؟!
أي “تقوى” هذا الذي يحرض أدعياءه، ليل نهار، على الفرقة ودعوى الجاهلية ولا “يتركونها وهي نتنة”؟!
يا آل فلان، ويا شريحة عِلان، انفروا، خفافا وثقالا، ضد القريب الأقرب، والحليف الأقدم، ضد الجار ذي القربى والجار ذي الجنب…
كم كلفنا، في المركز، ذلك الوعد “العرقوبي” بتلك الملايين الستين ونيف، يوم حيل بين ” صلة الحكومة” وأمر صرفها، على “المدن المدمرة”؛ ولما ينجز ذلك البرنامج الذي أسال اللعاب أصلا!!
غير أن ” الممنوعَ من الصرف” آلى على نفسه، من وقتها، أن لا يتقي فينا : ” إلا ولا ذمة” وأن يوقدها نارا لا ينطفئ إيوارها، على طول المركز وعرضه، وحتى في مهاجر الأهل وإخوة الدم والأحلاف الصّديقين.
وعقد أعلظ الأيمان أن ينتصر، على من سماهم الطغاة؛ ولم يسمع نصحا ولم يقبل توجيها ولم يراع ظرفه الشخصي الحالي، كأجنبي، بفعل الواقع، في موقع وطنه الأصلي وسوح تحركه المبرمج.
وهكذا، وبعد أن كان ابن لكصر المعلِن ولاءه لقيادته، والمقيم، مطيعا، ومساندا، في بيت اختارته، على نفقتها، كلما مر خلال احدى المناسبات، أعلنها حربا شعواء، على مضيفيه بالأمس.

وبادر ” الإعلامي” الغاضب ونثر ما في كنانته، مما علموه، له، في ” اللجان الثورية”، من فنيات العمل الخفي والضربات من وراء الستار…
واستل قلمه، بوسم ” سلام سلام” صابا “سِحاقياته”، كما سماها”سد برله” الوسم الجهنمي الشهير الآخر، في ساحتنا الإفتراضية.
هذا الاسم المستعار الذي دبّج، مشيعا أنه السفير، تِسع مقالات عصماء، بأحسن ما يكون الإنشاء وأروع ما يصاغ المدح وأجمل ما يكون الثناء، في صفيّ أبيه: أول منسق وآخره، لجماعتنا الضيقة الخاصة وعضده وذراعه اليمنى، وقتئذٍ، مضمنا إياها، على طريقة واضع السم في العسل، فِخاخا قاتلة، للسفير خصمه المفترض الجديد.

ومنها، وصفُ مثله الأعلى وعميد جماعته وسميّه حمود ولد أكار، ” بأنه شيخ لا يتعدى نفوذه الاجتماعي صُحن بيته”.
ومنها أيضا تذكير بني عمومته وأخلائه وشركائه في الإنتماء الفكري : أهل دومان، بأحداث متجاوزة عفى الله عنها، جرت في لحويطات، منذ عدة سنين.

ومنها أيضا محاولة إيهام أهل أج، بمسعى مزعوم، للسفير، لقيادة الجماعة، على حساب النائب كبيرها، وبأنهم مجرد أتباع له، يحركهم كما يحرك الجميع في المركز .

ومنها، أيضا محاولة، إثارة حساسية أهل العباس، باعتبار بطولات أبّ وحكمه المتضمنة، في رائعاته الخالدة، مجرد مجازات وهمية مقارنة بأفعال السفير البطل الأسطوري الحقيقي!!

ومنها، الإساءة، بقلم السفير المدّعى، كذبا وزورا، على من سمّاهم “ابيبكرات” ومن أطلق عليهم “اصطيلات”.

ومنها، الهجوم الكاسح والتحامل باقذع العبارات، على الدكتور المحامي المبدع فخر المجموعة، بغض النظر عن السياسة: الأستاذ سيدي المختار ولد سيدي؛ صديق عُمر السفير وشريكه في أصعب مراحل مسيرته، في بناء الكيان الجماعي للمجموعة الخاصة…؛ إلى غير ذلك، من القنابل الموقوتة وتحميل ذمة السفير، ما لا تطيق حمله الجبال، من الشتم والسّب والقذع والتطاول على الأهل والخُلص والأصحاب والشركاء، في مُقابلِ مستوى من الرضى عن الذاتِ لم تصله نرجيس، أمام مرآتها، الخدّاعة.!!

لقد كان هذا “التوأم” في “التوسيم” و”استعارة الاسم”، حليف “سِحاقه”، بالأمس القريب ؛ وأحد غرمائه اليوم.

وعودا على بدء، بعد هذه التفريعة، أقول: واصل الغاضب الطامع في وجود، على حساب، الجميع الهجوم على كل الأطراف، خاصا أهل أج وأهل صمباره، وعلى كبار الأطر والفاعلين المحليين وزعماء مجموعاتنا الاجتماعية المختلفة، دون أن تسلم منه أعراض كريمات الأسر المستهدفة ينهش في شرفهن، إثما مبينا وتطاولا وإفكا ضد القوارير!!
ولأنه واحد ووحيد، في ساحة معركته الجديدة، كان لابد له، في بداية مشواره، أن يماشي كل الخارجين، على جماعة المركز والمناوئين لها.

فاصطف مع التيار والمنسقية ومع شُتات المعارضين من بقايا الحركات والأحزاب القزمة والمكروسكوبية في بلديتينا، حتى مع أنصار تواصل: شيطانُه وشيطانهم!!
لكن جماعتي التيار، في النيملان وإكفان، من جهة، والمنسقية، في الرشيد من جهة أخرى، لم تصبرا على محاولته الاستحواذ عليهما وعّدهما من سقط متاعه، عبر الإيهام ، في تقرير الوالي السابق ولد حنده، الذي عرفه في ليبيا، بذلك.
ومن خلال مسعاه المحقق في ذلك التقرير، في الحلول محلهم، باسمه العريض الطويل: الدكتور محمد اسحاق ولد الداه ولد سيدلمين لحمد، في بداية الرأسية، مغيبا الميمون وعثمان وسيدأحمد ايوه وبني عمومته من أهل ودادي وأهل دحان وأهل أجهاه…إلخ.

فكانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير، لتعلن، منذ يومئذ، الجماعتان التقليديتان السابقتان، له، قطيعة تامة ونهائية، مع الغريب الغاصب الذي لم يبق، أمامه، سوى الانشغال، بولد آيباله وشغالي وسيدأحمد وموسى وهابو ويعقوب، وبهزّ شعارات الشرائحية المقيتة، آملا أن يسّاقط، عليه، منها، ما يأمله من حضور مستحيل…
وحتى، هنا، كان الموقف الصارم لكابر ولد الطالب أبوبك، في مُهاجَر الأحلاف الأحرار الشرفاء؛ ولأبناء حمبل وبنات معطلّه العاضات بالنواجذ على حُب السيد بن الأسياد المتسلسل، له، السبق، من أمينوه، إلى سيدأحمد، (هو) في جنبات القصر المشيد، حاسما في وأد أحلام “الممنوع من الصرف” الغاضب من فقدان فرصته في تسيير الملايين.

واليوم وقد تهاوى ما كان ظن الأمين العام المساعد للحكومة أنه الصرح الذي سيصل به إلى الهدف ويطلع، منه على أسباب سماء مركز الرشيد، لم يبق له، وقد ارتج مخه بعد الصفعة التي تلقاها من شبل أسدنا المنتصر لأهله ومقدساته في المسجد الجامع أثناء الصلاة على فناننا، وقد “غلبته الدنيا، كما في المثل السائر إلا أن يقول: الآخرة جاءت”.

وانطلق يبني “تقوى” زاعما أنها لله وللناس وعاملا، على إحلالها، محل الجماعة التي استهدف وما زال يستهدف تفكيكها ويسعى إليه بجنوده المذكورين وبمافياه الإعلامية التي أعلنّا، عنها، سابقا؛ وذلك، على طريقة النازيين الذين يكذبون ويكذبون ليدقصهم الناس.

هكذا فعل ذو الخُويصرة ومن سار، على نهجه، حين خرجوا بين الصفين، رافضين كل تحكيم ومدعين أنهم، وحدهم، هم أهل الله؛ ولكنهم لم يكونو، كذلك، كما قال عنهم حبر الأمة، يوم حاجّجهم بالكتاب والسنة.

… إنها لم تكن “تقوى”، إذن؛ ولكنه “الخروج”، ورب الكعبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق