تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي ودعوة ترامب لإخلاء طهران – موقع أخرقرار

يشهد الصراع بين إيران وإسرائيل تصعيداً غير مسبوق منذ بداية يونيو 2025، مع تبادل الضربات الجوية والصاروخية التي خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة على الجانبين، وسط تحذيرات دولية من اتساع رقعة النزاع وتأثيره على استقرار المنطقة.

في الساعات الأولى من 13 يونيو، شن الجيش الإسرائيلي هجمات واسعة استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية إيرانية، إضافة إلى قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين. ردت إيران بإطلاق موجات متتالية من الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه المدن الإسرائيلية، مستهدفة ميناء حيفا ومناطق أخرى، ما تسبب في أضرار مادية وخسائر بشرية.

في هذا السياق، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر منشور على منصة “تروث سوشيال”، سكان العاصمة الإيرانية طهران إلى الإخلاء الفوري، معتبراً أن إيران “لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً”، ومعبراً عن أسفه لأن طهران لم توقع على اتفاق كان من شأنه الحد من برنامجها النووي. أثار هذا النداء جدلاً واسعاً، خاصةً مع وجود نحو 10 ملايين نسمة في طهران، حيث اعتبره البعض بمثابة تحذير من تصعيد عسكري وشيك.

على الجانب الإسرائيلي، فرضت السلطات تعتيماً إعلامياً صارماً على تصوير المناطق التي استهدفتها الصواريخ الإيرانية، خاصة في ميناء حيفا، حيث فتحت الشرطة تحقيقاً مع أشخاص قاموا بتصوير المنطقة، وصادرت معدات التصوير، في إطار سياسة “عدم التسامح” مع نشر معلومات قد تُعتبر مساعدة للعدو.

كما داهمت الشرطة الإسرائيلية مواقع إقامة فرق قنوات تلفزيونية أجنبية، بينها قناة “تي آر تي عربي” التركية، لمنع البث المباشر من المناطق المستهدفة، بناءً على تعليمات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي اعتبر أن بث هذه المشاهد يمثل تهديداً لأمن الدولة.

يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار تبادل الضربات، حيث تستمر إيران في إطلاق موجات صاروخية جديدة “أكثر قوة” باتجاه إسرائيل، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق هجماته داخل الأراضي الإيرانية، مستهدفاً منشآت نووية ومنصات دفاع جوي، في محاولة لكسر القدرات العسكرية الإيرانية.

تتواصل الجهود الدولية والدبلوماسية لاحتواء الأزمة، مع دعوات متكررة لضبط النفس ووقف إطلاق النار، لكن التوترات بين الطرفين لا تزال مرتفعة، وسط مخاوف من تحول الصراع إلى مواجهة أوسع في الشرق الأوسط.

هذا التصعيد العسكري والسياسي يعكس عمق الخلاف بين إيران وإسرائيل، ويضع المنطقة أمام تحديات أمنية وإنسانية كبيرة، مع استمرار تداعياته على المستويات الإقليمية والدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق