هل نجحة وكالة تشغيل الشباب في الحد من البطالة

تواجه موريتانيا تحديات كبيرة في مجال التشغيل، حيث تشير الإحصائيات الرسمية والدولية إلى أن نسبة البطالة في البلاد لا تزال مرتفعة، خاصة بين فئة الشباب. وفقًا لبيانات حديثة، بلغ معدل البطالة في موريتانيا حوالي 10.63% في عام 2023، مع توقعات بارتفاعه إلى حوالي 10.9% بحلول نهاية 2025. وتشير تقارير التنمية إلى أن نسبة العاطلين قد تصل إلى 31% عند احتساب الفئات غير الرسمية والعاطلين عن العمل بشكل فعلي.
دور الوكالة الوطنية للتشغيل في الحد من البطالة
تأسست الوكالة الوطنية للتشغيل في موريتانيا بهدف مواجهة هذه الأزمة من خلال تنفيذ برامج ومشاريع تهدف إلى خلق فرص عمل للشباب ودعم ريادة الأعمال. ومن بين أهم إنجازات الوكالة، تمويل أكثر من 1099 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، ودعم 1169 نشاطًا مدرًا للدخل، بالإضافة إلى تمويل 152 مشروعًا قائمًا خلال عام 2024. كما أطلقت الوكالة مبادرات في قطاعات الزراعة، الصيد، والتنمية الحيوانية، مع التركيز على دعم المشاريع النسائية والشبابية.
تعمل الوكالة أيضًا على تعزيز التكوين المهني وربط الشباب بسوق العمل عبر توفير مئات فرص العمل والتدريب عبر منصتها الإلكترونية، مما يسهل وصول الباحثين عن عمل إلى الوظائف المتاحة.
تقييم تأثير تدخلات الوكالة
رغم هذه الجهود، يرى بعض الشباب والمهتمين أن نتائج تدخلات الوكالة لا تزال محدودة مقارنة بحجم التحديات. فالكثير من الشباب يعانون من صعوبة الحصول على فرص عمل مستقرة، مما يدفعهم أحيانًا إلى اللجوء إلى أعمال غير رسمية أو وظائف بعيدة عن تخصصاتهم، كما في حالة الشاب محمد محمود الذي اضطر للعمل كسائق سيارة أجرة رغم دراسته للهندسة.
ومع ذلك، فإن مبادرات مثل “مشروعي مستقبلي” التي تمول مشاريع مدرة للدخل وتدعم ريادة الأعمال، أظهرت نتائج إيجابية، حيث استفاد منها آلاف الشباب، وخلقت فرص عمل مباشرة لآلاف آخرين. هذا يعكس أهمية مواصلة دعم هذه البرامج وتوسيع نطاقها.
آراء الشباب والمهتمين
يرى عدد من الشباب أن البرامج الحكومية بحاجة إلى مزيد من المرونة والشفافية في اختيار المستفيدين، بالإضافة إلى توفير دعم فني مستمر للمشاريع الناشئة. كما يؤكد خبراء التشغيل على ضرورة تطوير مهارات الشباب بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل الحديثة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
الخلاصة
تظل البطالة في موريتانيا تحديًا كبيرًا يتطلب جهودًا متكاملة من الحكومة والوكالة الوطنية للتشغيل والشركاء الدوليين. رغم الإنجازات التي حققتها الوكالة في تمويل ودعم المشاريع الشبابية، إلا أن الحاجة قائمة لتعزيز البرامج وتطوير آليات التكوين والتوظيف لضمان تحقيق نتائج أكثر فعالية في الحد من البطالة ودعم الشباب نحو مستقبل أفضل.