دور النخب السياسية في إصلاح المشهد السياسي الموريتاني – موقع أخر قرار

يشكل المشهد السياسي في موريتانيا تحدياً مستمراً يتطلب من النخب السياسية أن تلعب دوراً فاعلاً في تغيير العادات السلبية التي تؤثر على جودة العملية السياسية وشفافيتها. فالواقع السياسي الحالي يعاني من ممارسات ضارة مثل بيع الأصوات والتنقل بين الأحزاب لأغراض شخصية، مما يضعف الديمقراطية ويقوض ثقة المواطنين في المؤسسات.
مسؤولية النخب السياسية
تقع على عاتق النخب السياسية مسؤولية كبرى في إحداث تغيير إيجابي في هذه الممارسات، وذلك عبر تبني مواقف واضحة تعزز قيم النزاهة والشفافية. يجب على هذه النخب أن تكون قدوة في الالتزام بالقوانين واحترام إرادة الناخبين، وأن تعمل على توعية المواطنين بأهمية المشاركة السياسية المسؤولة التي لا تخضع للمصالح الضيقة أو الإغراءات المالية.
كما ينبغي للنخب السياسية أن تركز على بناء برامج سياسية واقعية تلبي تطلعات الشعب، وتعزز التنمية المستدامة، بعيداً عن الخطابات الشعبوية التي قد تغذي الانقسامات وتزيد من حالة الاستقطاب.
الوضع الراهن للنخب السياسية
رغم وجود بعض المبادرات الإيجابية، إلا أن العديد من النخب السياسية لا تزال متورطة في ممارسات تقليدية تضر بالمشهد السياسي، مثل التلاعب بالانتخابات أو التحالفات غير المبنية على برامج واضحة. هذا الواقع يستدعي مراجعة جادة من قبل هذه النخب لإعادة بناء الثقة مع المواطنين وتحقيق تطلعاتهم.
سلوكيات المواطنين وتأثيرها على العملية السياسية
لا تقتصر المشكلة على النخب السياسية فقط، بل يمتد الأمر إلى سلوكيات بعض المواطنين الذين يشاركون في العملية السياسية بأساليب تضر بالديمقراطية، أبرزها بيع الأصوات والتنقل المتكرر بين الأحزاب لتحقيق مكاسب شخصية. هذه الممارسات تضعف من قيمة الانتخابات وتؤدي إلى نتائج لا تعكس إرادة الشعب الحقيقية.
التوصيات
-
تعزيز التوعية السياسية: يجب تكثيف حملات التوعية التي تشرح أهمية التصويت الحر والنزيه، وتأثيره على مستقبل البلاد.
-
تشديد الرقابة على الانتخابات: تعزيز دور الهيئات المستقلة في مراقبة الانتخابات لضمان نزاهتها.
-
محاسبة المخالفين: تطبيق القوانين بحزم على كل من يثبت تورطه في بيع الأصوات أو التلاعب بالعملية الانتخابية.
-
تشجيع الحوار الوطني: فتح قنوات حوار بين النخب السياسية والمجتمع المدني لتوحيد الرؤى حول مستقبل موريتانيا السياسي.
في الختام، إن التغيير الإيجابي في المشهد السياسي الموريتاني يتطلب تضافر جهود النخب السياسية والمواطنين على حد سواء، لبناء نظام ديمقراطي قوي يعكس تطلعات الشعب ويضمن استقراره وتنميته.