بيرام : زعيم معارض يعزز مكانته الدولية ويعيد تشكيل المشهد السياسي الموريتاني – موقع أخر قرار

عاد النائب البرلماني ورئيس حركة “إيرا”، بيرام ولد الداه ولد اعبيد، صاحب المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إلى موريتانيا أمس بعد جولة دولية شملت الولايات المتحدة وبلجيكا وألمانيا. خلال هذه الجولة، تلقى بيرام تكريماً دولياً مرموقاً في مجال حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، وشارك في ندوات علمية متخصصة ناقشت قضايا حقوق الإنسان، كما التقى بالجالية الموريتانية في هذه الدول، حيث وصف اللقاء بأنه كان مميزاً وانصت بيرام لمشاكل الجالية واهتم بقضاياها.

وحظي بيرام عند وصوله إلى مطار نواكشوط باستقبال شعبي واسع، يعكس تزايد شعبيته في الأوساط المعارضة. وفي أول تصريح له عقب عودته، قال بيرام: “أنا أهم من الرئيس غزواني الذي نجح بالتزوير”، في خطاب تصعيدي واضح تجاه النظام الحاكم، بحسب مراقبين سياسيين. ويُعتقد أن هذا التصريح يأتي كرد فعل على منع السلطات ترخيص حزب “الرك” الذي قدم بيرام مشروعه منذ فترة إلى وزارة الداخلية، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لتقييد نشاطه السياسي.

كما أشار بيرام إلى وجود صراعات داخل أجنحة النظام، معتبراً أن هذه الخلافات انعكست بشكل واضح خلال غياب الوزير الأول وأعضاء الحكومة عن صلاة عيد الفطر، وهو ما وصفه بأنه دليل على عمق الانقسامات داخل “الدولة العميقة” المتصارعة.

وفي سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة أن بيرام يعمل على تعزيز تحالفاته السياسية داخل البلاد وخارجها، مستغلاً الدعم الدولي الذي حظي به خلال جولته، خصوصاً بعد حصوله على جائزة دولية في مجال حقوق الإنسان، مما يعزز من مكانته كأبرز معارض للنظام الحالي. كما تشير تحركاته إلى استعدادات لإطلاق مبادرات سياسية جديدة تهدف إلى مواجهة التحديات التي تواجه المعارضة، لا سيما في ظل العراقيل التي يفرضها النظام على ترخيص الأحزاب السياسية.

تأتي عودة بيرام وتصريحاته في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الموريتانية توتراً متزايداً بين المعارضة والنظام، مع استمرار محاولات بيرام وحركته لإحداث تغيير سياسي، وسط تحديات وعراقيل تواجهها المعارضة في مساعيها، لا سيما فيما يتعلق بترخيص الأحزاب السياسية.

يبقى بيرام ولد الداه شخصية محورية في المشهد السياسي الموريتاني، تجمع بين النشاط الحقوقي والمعارضة السياسية الصريحة، ويبدو أن جولته الدولية الأخيرة قد عززت من مكانته ودعمته في مواجهة النظام الحالي، مع توقعات بتصعيد سياسي في الفترة المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق