“8 يونيو 2003… ذكرى محاولة انقلاب دمويّة هزّت نواكشوط وغيّرت مسار الحكم”

“8 يونيو 2003… ذكرى محاولة انقلاب دمويّة هزّت نواكشوط وغيّرت مسار الحكم”

في مثل هذا اليوم، الثامن من يونيو عام 2003، شهدت موريتانيا واحدة من أكثر اللحظات توتراً في تاريخها السياسي، عندما اندلعت محاولة انقلابية قادها مجموعة من الضباط العسكريين ضد نظام الرئيس آنذاك، معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.

خلفية الأحداث:

بدأت المحاولة الانقلابية في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، حيث تحركت وحدات من الجيش باتجاه القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة للجيش في العاصمة نواكشوط. وسمعت أصوات قصف مدفعي كثيف في محيط القصر الرئاسي ومقار للجيش، مما أثار حالة من الذعر بين السكان.

قادت هذه المحاولة مجموعة من الضباط الشباب، وكان من أبرزهم الرائد صالح ولد حننا، الذي كان قد أقيل من الجيش عام 2000.

أسباب الفشل:

على الرغم من السيطرة المؤقتة على بعض المنشآت الحيوية، إلا أن المحاولة الانقلابية فشلت في تحقيق أهدافها. تشير التحليلات إلى عدة أسباب لهذا الفشل، منها:

– ضعف التخطيط*: لم يأخذ قادة الانقلاب في الاعتبار أهمية الجانب السياسي والإعلامي من العملية الانقلابية.

– تخلي بعض القوات*: بعض الوحدات التي كان يُعول عليها للمشاركة في الانقلاب تخلت عن المشاركة في اللحظات الأخيرة.

– نقص في الذخيرة*: خاصة بالنسبة لقوة المدرعات، مما أدى إلى عدم القدرة على مواصلة القتال لفترة طويلة.

وقد قاتل الانقلابيون حتى آخر طلقة، كما يدل عليه عدد القتلى الكبير والدمار الهائل الذي حل بالحرس الرئاسي وبقوة المدرعات.

التداعيات والاعتقالات:

بعد فشل المحاولة، شنت السلطات حملة اعتقالات واسعة شملت العديد من الضباط والجنود المتورطين. في أكتوبر 2004، ألقت السلطات القبض على الرائد صالح ولد حننا في مدينة روصو، ووجهت له تهمًا تتعلق بتزعم المحاولة الانقلابية وإدخال شحنات من الأسلحة إلى البلاد بالتعاون مع جهات خارجية.

ردود الفعل الدولية:

رحبت دول ومنظمات إقليمية، من بينها الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، بفشل المحاولة الانقلابية، وأكدت دعمها لاستقرار موريتانيا.

 

تظل محاولة انقلاب 8 يونيو 2003 علامة فارقة في التاريخ السياسي الموريتاني، حيث كشفت عن التحديات التي تواجه النظام السياسي والعسكري في البلاد. وبعد مرور 22 عامًا، لا تزال هذه الأحداث تثير التساؤلات حول أسبابها ودروسها المستفادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق