20 ساعة من العذاب على طريق الأمل.. شاحنة تحرم آلاف المسافرين فرحة العيد – موقع أخر قرار

في مشهد مؤلم على أحد أهم الطرق الوطنية، قضى آلاف المسافرين ليلة العيد في العراء، بعيداً عن دفء أسرهم وفرحة العيد، بسبب سقوط شاحنة ضخمة أغلق طريق الأمل لأكثر من 20 ساعة كاملة. الحادثة التي وقعت أمس الجمعة لم تكن مجرد عطل فني، بل كشفت عن هشاشة منظومة النقل وغياب الاستجابة السريعة، ما أثار موجة غضب واسعة بين المواطنين وأشعل نقاشاً حاداً حول مسؤولية الجهات المعنية.
تفاصيل الحادث وتأخر التدخل
وقع الحادث عند الكيلومتر 120، حيث تعطلت شاحنة نقل بضائع، مما أدى إلى توقف حركة المرور على هذا الشريان الحيوي الذي يربط العاصمة بالمناطق الداخلية. ورغم وصول الفرق الفنية منذ الساعات الأولى، ظل الطريق مغلقاً لفترة طويلة بسبب تعقيدات في تنسيق إفراغ الحمولة بين مالك الشاحنة والسلطات المحلية، مما أجبر المسافرين على الانتظار لساعات طويلة في ظروف صعبة.
غضب المسافرين وانتقادات واسعة
أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والاستياء بين المسافرين الذين عبروا عن معاناتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أنهم اضطروا لقضاء الليل على قارعة الطريق في ظروف صعبة، بعيداً عن عائلاتهم وأجواء العيد. وانتقد المدونون بشدة تقصير الجهات المختصة في التعامل السريع مع الحادث، واعتبروا أن هذا التأخير يعكس ضعف التنسيق والإهمال في الرقابة على شاحنات النقل.
حبيب الله أحمد كتب:
“كيف لبلد عاجز عن فتح طريق محوري وطني أن يفكر في القضايا الاستراتيجية الكبيرة؟”
أما محمد خالد أحمد سالم فانتقد البيان الرسمي للحكومة، قائلاً:
“الادعاء بمرابطة الفرق منذ الصباح كذبة لتبرير الفشل الذريع في إبعاد الشاحنة، أين كان الوزير عندما علم بالأمر؟ لماذا لا يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم؟”
فيما طالب حمد خالد أحمد سالم باستقالة الوزير المعني، معبراً عن حزنه على آلاف الأطفال الذين لم يتمكنوا من الاحتفال بالعيد مع أسرهم بسبب هذا الإغلاق.
أسباب الحادث وأوجه القصور
تشير التحليلات إلى أن السبب الرئيسي للحادث يعود إلى الحمولة الزائدة على الشاحنة، وهو أمر معروف ومتكرر رغم وجود موازين لفحص الحمولات عند مخارج العاصمة. ويبرز سؤال حول مدى تفعيل هذه الموازين ومدى تطبيق الفحص التقني على الشاحنات، خاصة تلك التي تبدو مهترئة ومتهالكة.
رد الحكومة
من جانبها، أوضحت وزارة التجهيز والنقل أن التدخل الفني بدأ منذ الساعات الأولى للحادث، وأن الفرق الفنية انتظرت تنسيق إفراغ الحمولة بين المالك والسلطات الإدارية قبل استعادة انسيابية المرور. وأكدت الوزارة أن الطريق عاد للسير بشكل طبيعي بعد اكتمال عملية رفع الشاحنة.
تعكس هذه الحادثة تحديات كبيرة تواجه موريتانيا في مجال النقل والبنية التحتية، خاصة فيما يتعلق بتنظيم حركة الشاحنات وضمان سلامة الطرق. كما تبرز الحاجة الملحة لتعزيز آليات الرقابة والتدخل السريع لتفادي تعطيل حياة المواطنين، خصوصاً في مناسبات وطنية هامة مثل عيد الأضحى.
تأخر الاستجابة في هذه الحالة لم يؤثر فقط على حركة المرور، بل أثر أيضاً على مشاعر آلاف الأسر التي حُرمت من فرحة العيد مع أحبائها، ما يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الجهات المعنية لتحسين الأداء وإعادة الثقة في قدرة الدولة على إدارة أزمات مماثلة مستقبلاً.