جدل متواصل حول إلغاء ومنح صفقة نظافة نواكشوط: وجهات نظر متباينة وتداعيات متصاعدة – موقع أخرقرار

تشهد صفقة نظافة مدينة نواكشوط جدلاً مستمراً بسبب تكرار إلغاء ومنح الصفقة بين لجنة الصفقات بوزارة الداخلية وسلطة تنظيم الصفقات العمومية، التي ألغت القرار أربع مرات خلال الأشهر الماضية، ما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط الرسمية والشعبية حول خلفيات هذا التذبذب وتأثيره على جودة الخدمات.
خلفية النزاع
في يناير الماضي، منحت لجنة الصفقات بوزارة الداخلية صفقة نظافة العاصمة لشركة مغربية تدعى SOS NDD، بقيمة 7.5 مليار أوقية قديمة سنوياً، إلا أن سلطة تنظيم الصفقات العمومية ألغت القرار بعد أيام، استجابةً لطعن قدمته شركة SMTD الموريتانية التي كانت تتولى النظافة سابقاً، بالإضافة إلى طعن شركة مغربية أخرى. أعيد منح الصفقة للشركة نفسها في فبراير، ثم أُلغي القرار مجدداً في أبريل، مع خفض قيمة العقد إلى 6.9 مليار أوقية، في ظل استمرار الطعون والمراجعات.
وجهات نظر مختلفة
-
سلطة تنظيم الصفقات العمومية: تؤكد أن إلغائها المتكرر للصفقة يأتي بناءً على مخالفات قانونية وفنية تم رصدها في ملفات الشركات المتنافسة، وتهدف إلى ضمان شفافية ونزاهة العملية، مع مطالبة بإعادة تقييم العروض وتقديم تفاصيل دقيقة حول المعدات والعمالة المطلوبة.
-
لجنة الصفقات بوزارة الداخلية: ترى أن منح الصفقة لشركة SOS NDD جاء بعد تقييم دقيق للعروض، معتبرة أن الإلغاءات المتكررة تعطل توفير خدمة نظافة ضرورية للعاصمة، وتؤكد حرصها على استكمال الإجراءات ضمن الإطار القانوني.
-
شركة SMTD الموريتانية: تصر على حقها في المنافسة وتقديم طعونها القانونية، مشيرة إلى أن الشركة تمتلك الخبرة والكفاءة في إدارة ملف النظافة، وتتهم المنح المتكرر للشركة المغربية بعدم الالتزام بالمعايير المطلوبة.
-
مراقبون وشركاء محليون: يعبرون عن قلقهم من تكرار الإلغاءات وتأثيرها السلبي على استمرارية الخدمة وجودتها في العاصمة، مطالبين بحسم سريع للملف لتفادي تفاقم أزمة النظافة التي تؤثر على صحة وسلامة السكان.
تداعيات وتأثيرات
تكرار إلغاء ومنح الصفقة يسلط الضوء على تحديات تنظيم الصفقات العمومية في موريتانيا، ويثير مخاوف من وجود خلل في آليات التقييم والشفافية، إضافة إلى تأثير ذلك على استقرار الخدمات الأساسية في نواكشوط.
كما يبرز الجدل الحاجة إلى مراجعة شاملة لقوانين وإجراءات إبرام الصفقات، لضمان تكافؤ الفرص بين الشركات المحلية والأجنبية، وتحقيق أفضل النتائج للمواطنين.
يبقى ملف صفقة نظافة نواكشوط عالقاً بين أطراف متنافسة، وسط مطالبات متزايدة بحل سريع وشفاف يضمن تقديم خدمة نظافة فعالة ومستدامة للعاصمة. ويترقب الجميع الخطوات القادمة لسلطة تنظيم الصفقات ولجنة الصفقات بوزارة الداخلية، التي ستحدد مستقبل هذا الملف الحيوي.