الحوار الوطني في موريتانيا بين آمال التوافق وتباين المواقف – موقع أخر قرار

يقترب الحوار الوطني في موريتانيا من مرحلة الانطلاق الرسمي بعد انتهاء المرحلة التمهيدية التي أكد منسق الحوار، موسى فال، أنها ستُختتم خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. ويهدف هذا الحوار إلى جمع كافة الفاعلين السياسيين لمناقشة التحديات الوطنية والوصول إلى توافق وطني حول المبادئ العامة لتسيير شؤون البلاد.

موقف موسى فال وأهمية مشاركة المعارضة

شدد منسق الحوار الوطني موسى فال على أن مشاركة المعارضة ضرورية ولا معنى لأي حوار من دونها، معتبراً أن الحوار يجب أن يكون شاملاً لجميع الموريتانيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، ويهدف إلى خلق مناخ ديمقراطي وودي لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.

موقف رئيس مؤسسة المعارضة

رئيس مؤسسة المعارضة الديمقراطية، حمادي ولد سيدي المختار، أكد أن المؤسسة تسعى لأن تكون شريكًا وطنيًا حقيقيًا في إنجاح الحوار، معبراً عن استعداد المؤسسة للعمل من أجل حوار شامل ومتزن لا يستثني أي موضوع أو طرف سياسي، ويعزز الوحدة والاستقرار في البلاد.

كما شدد على ضرورة أن يكون الحوار متوازناً، لا تُقبل فيه الهيمنة من أي جهة، مع التأكيد على أن المؤسسة تمثل جميع الأحزاب المعارضة رغم أنها ليست بديلاً عنها.

مواقف أحزاب الأغلبية

أحزاب الأغلبية الحكومية أبدت ترحيبها بالحوار الوطني، معتبرة أنه فرصة تاريخية لتعزيز التوافق الوطني ودعم الاستقرار السياسي والاقتصادي. وقد عبرت عن استعدادها للمشاركة الفاعلة في جلسات الحوار، مع التركيز على أهمية معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة.

مواقف بعض الحركات المعارضة للنظام

في المقابل، أعربت بعض الحركات المعارضة خارج إطار البرلمان عن تحفظات على الحوار، معتبرة أن بعض الملفات الأساسية لم تُدرج بجدية في جدول الأعمال، وأن هناك حاجة لضمانات واضحة حول التمثيل والشفافية في إدارة الحوار. كما يشددون على ضرورة معالجة ملفات حقوق الإنسان والقضايا المتعلقة بالعدالة الانتقالية قبل الانخراط الكامل في الحوار.

موقف بيرام الداه اعبيد

النائب بيرام الداه اعبيد، زعيم المعارضة المتشددة، عبر عن تحفظه الكبير تجاه الحوار، مشددًا على ضرورة حل قضايا حقوقية بارزة مثل ملف الشبان السبعة الذين قُتلوا في أحداث ما بعد الانتخابات، ورفضه لأي حوار لا يقدم ضمانات واضحة لتنفيذ مخرجاته، معتبراً أن بعض أحزاب المعارضة هي في الواقع “أحزاب موالاة احتياطية”.

يبدو أن الحوار الوطني في موريتانيا يشكل فرصة حقيقية لتعزيز التوافق الوطني، لكنه يواجه تحديات حقيقية تتعلق بشمولية التمثيل، وضمان تنفيذ المخرجات، ومعالجة الملفات الحساسة. بين ترحيب الأغلبية واستعداد مؤسسة المعارضة، وتحفظات بعض الحركات المعارضة وزعيمها بيرام الداه اعبيد، يبقى السؤال: هل سينجح هذا الحوار في تجاوز الخلافات السياسية وتحقيق توافق وطني حقيقي ومستدام؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق