بين با بوكر موسى:: وشام وبيرام الداه أعبيد……!!! محمدفال طالبن

  لا يغتفر لأي مهتم بالشأن العام لبلده جهل تاريخها السياسي، المُفضي إلى الظلم عند الحكم على التجارب الرائدة في الحقل النضالي لنهضة وبناء الدولة. شاهدت فيديو يتحدث فيه؛ محجوب إبراهيم المستشار الأمني للرئيس الصحراوي، عن شخصية موريتانية يجهلها الكثير رغم عظم مآثرها وسمو مكانتها الوطنية السامقة- الراحل با بوبكر موسى-، أحد أهم رجالات الوطن وأعمدة حركة الكادحين، بل وأحد المصممين لها كزي وطني توحدت فيه كافة مكونات المجتمع، والتي رغم تنافرها بعد أحداث التعريب سنة 1966، جمعها الرجل تحت راية وطنية واحدة، وذلك في سجن أنبيكة بولاية تگانت، والذي ضمّه وقيادات نضالية معروفة- سيدمحمد ولد سميدع ومحمد المخطار ولد الزامل وسي شمس الدين رحمة الله عليهم، وكثيرون على رأسهم الوالد بمب ولد سيدي بادي أطال الله بقاءه.

اللافت في حديث مستشار الرئيس الصحراوي؛ وهو يتناول بالأمثلة دعم هذه الحركة للقضية الصحراوية، حديثه عن زيارات با بوبكر موسى للمخيمات أثناء الحرب، لتضميد الجراحات، وتطهير النفوس ممّا علق بها جراء الحرب بين المجتمع الواحد- البيظان الموريتانيين، والبيظان الصحراويين-!! والأغرب من ذلك أنّ غلاة ما سيعرف لاحقا بأفلام يباركون هذه الحرب لتعميق الشرخ الاجتماعي بين أبناء العرق الواحد، وليسوا وحدهم طبعا فهناك من البيظان من كان ولازال على ذات السبيل!.
ليست هذه آخر خصال الراحل والتي حجبها الكسل الفكري المزمن الذي نعاني منه خاصة منذ عقدين ونصف؛ عند تأسيس أفلام بادر بعض قادتها الإتصال به وهو أنذاك بفرنسا لإقناعه بالإنضمام إليهم؛ الأمر الذي رفضه بشدة لدرجة توبيخ الحاضرين وتحذيرهم من سوء العاقبة عليهم وعلى المجتمع والوطن.

في المقابل كان العنصري قائد أفلام، شام صمبا يصول ويجول لتمزيق المجتمع، ويحصد الامتيازات التي تجود بها بعض الهيئات الغربية الداعمة لأمثاله، ويسوق في الخارج الزنوج من غير الموريتانيين على أنّهم ضحايا- حكم البيظان- العنصري حسب زعمه، لأجل الحصول على جنسيات أو إقامات غربية.

في الجانب الآخر كان بيرام الداه أعبيد في الوقت الذي يناضل فيه زعماء كثر أمثال- أحمد سالم ولد المختار شداد، وبلال ولد ورزگ ومسعود ولد بلخير وغيرهم كثر، لأجل القضاء على مظاهر الإسترقاق، وهو نضال بدأته حركة النهضة في خمسينيات القرن المنصرم، وقاده- بيظان- جنبا إلى جنب مع بقية إخوتهم من كافة مكونات الوطن، وأقول بيظان لأنّ شام وبيرام لايريدان للأجيال الحالية معرفة هذه المعلومة، قصد شيطنة البيظان في نظر أتباعهم.

كان بيرام رغم رصيد الكبار المشرف، ووضوح الطريق النضالية؛ يقود مبادرة تثمين إنجازات معاوية ول سيدأحمد للطائع المعروفة إختصارا ب:
‏IDAD، تقربا له.

هذا قبل أن تتلقفه أيادي الجنرالين الرئيس ومدير أمنه؛ لتكليفه بالمتاجرة بقضية لحراطين مهما كلّف ذلك من ثمن حتى ولو قضى الأمر التحالف مع الشيطان.
اليوم يمتهن بيرام وشام سياسة نجمة الروب الأمريكية بريتني سبيرز؛ والتي بعد خسارتها قضية طلاقها وفقدانها حضانة إبنها؛ عمدت إلى حركات غريبة الهدف منها سرقة الأضواء والبقاء في واجهة الأحداث، وكان آخر حركاتها إعلانها الزواج من نفسها والإحتفال السنوي بتلك الذكرى. لقد أمدّ النظام السابق بيرام بكافة أدوات الدعم المادي والمعنوي… وما يسعى إليه بيرام ورهطه حاليا من إساءات وهرطقات ماهي إلا إعلان زواج بيرام ببيرام- حيث لم يجد ماتعوده من دعم معنوي ومادي في المرحلة الحالية- والأدهى أنّه لم يُسجن…!!-

إنّ جرّ البلاد نحو الفوضى،ليس إلا لأنّ بيرام يعتبر مصالحه السياسيّة غير مؤمنة مع إنتهاء العهد الذي وفر لها غطاءً وانتفاخاً سياسيّاً ستفتقد معظم ميزاته؛ إن تمّ تطهير النظام الحالي من- أصدقا بيرام-!.

السياسة مثل التجارة يصيبها البوار والإفلاس، والإفلاس السياسي معناه عجز الفاعل السياسي عن تسويق مخططاته وبرامجه ووعوده الكبرى التي تشكل عادة نقطة جذب جماعية للأمم والشعوب، وفضلا عن كونها تمثل برنامجا دافعا في اتجاهات المستقبل، فإنها تشكل بصفة أساسية ذلك الشعور بالانتماء الجماعي بحمولاته النفسية/المعنوية،والمادية المختلفة، ومتى تراجع هذا الإحساس والشعور بالانتماء الجماعي، فإن المنظومة السياسية بكاملها تكون قد خطت خطوات كبيرة في اتجاه الإفلاس، وأخطرها إفلاس الرأسمال الاجتماعي.

والطريق إلى إفلاس بيرام وشام وغيرهم من شياطين الفتنة؛ لن يكون إلا بحملة إعلامية تهدف أولا إلى التعريف بأعلام هذا البلد، الذين سهروا على وحدته وتآخيه عكس بيرام وشام، والأغرب أنْ يتم تهميش الوطنيين حتى في تعريف الأجيال برصيدهم النضالي المشرف، في الوقت الذي لادعم فيه منذ فترة عزيز إلًا لأرباب الإساءة والتافهين.

وثانيا إلى تعرية المصنوعين المتسلقين إلى الصدارة عن طريق سواعد الأنظمة الخائنة. هذا مع تطهير النظام الحالي من زمرة: أصدقاء الشياطين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق