رمضان وكورونا.. التزام بالإجراءات في معظم الدول الإسلامية مع استثناءات محدودة

في تقريره بصحيفة نيويورك تايمز حول بداية رمضان في العالم الإسلامي أمس مع تفشي وباء كورونا، كتب ديكلان والش أن الأماكن المقدسة في الإسلام باتت مهجورة بشكل ملحوظ مع بدء الشهر المبارك، لكن المسلمين في بعض الأماكن كانوا يقاومون الإغلاقات الشاملة بطرق يمكن أن تنشر الفيروس.

واعتبر الكاتب هذا التوقيت لحظة نادرة في تاريخ الإسلام الممتد إلى 1400 عام، ومعلما واقعيا آخر في مسيرة فيروس كورونا.

فقد خيم الصمت على الكعبة المشرفة يوم الجمعة، مع أول أيام رمضان، حيث ألقى الفيروس بظلال كئيبة على شهر الصيام، والصلاة والتواصل الاجتماعي الذي هو ركن أساسي من أركان الإيمان لـ 1.8 مليار مسلم منتشرين في أنحاء العالم.

وكان إغلاق المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة من بين عشرات آلاف الأماكن في العالم الإسلامي التي منعت فيها صلاة الجماعة، وقيدت التجمعات العائلية، مما جعل المصلين يشعرون بأن رمضان هذا العام لا مثيل له.

ومع ذلك، تحدى علماء الدين والمصلون في بعض البلدان القيود أو ضغطوا على حكوماتهم لتخفيف أوامرها مما أثار مخاوف من أن رمضان هذا العام قد يؤدي إلى زيادة عدد الإصابات بالمرض.

فرغم إلغاء صلاة الجماعة بعاصمة إندونيسيا، أكثر دول العالم من حيث عدد المسلمين، كانت المساجد مكتظة في “أتشه” ذي الحكم الذاتي حيث أفتى علماء الإقليم بإمكانية مواصلة الصلاة، وحضر صلاة الجمعة بمسجد بيت الرحمن الكبير نحو عشرة آلاف شخص، كما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.

وفي باكستان حيث يبدأ رمضان اليوم السبت، رضخ رئيس الوزراء عمران خان للضغط من علماء الدين لإبقاء المساجد مفتوحة لكنه نصح المصلين بمراعاة قواعد التباعد الاجتماعي.

لكن مقاطعة السند الجنوبية التي تسيطر عليها المعارضة أعلنت حظر صلاة الجماعة خلال شهر رمضان.

وعلق الكاتب في نيويورك تايمز بأن القيود المفروضة على شهر رمضان بالنسبة للعديد من المسلمين يمكن أن تكون مؤلمة للغاية، وقد بدت بالفعل علامات التوتر.

ففي مصر، خرج عشرات المواطنين في الإسكندرية مساء الخميس حاملين نموذجا للكعبة على أكتافهم في تحد لحظر التجمعات العامة، ولكن سرعان ما اعتقلت الشرطة منظمي الاحتجاج.

وتقول الصحيفة إن المناسبات الإسلامية وفرت بالفعل وقودا لانتشار المرض، وذكرت مثلا بإيران حيث تجمع الحجاج الشيعة بضريح كبير في فبراير/شباط.

أما ماليزيا، وهي إحدى الدول الأكثر تضررا من الوباء جنوب شرق آسيا، فقد منعت الناس يوم الخميس من العودة إلى مسقط رأسهم في رمضان، ومددت فترة الإغلاق الشامل لمدة أسبوعين آخرين.

وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي كان لكل دولة نهجها الخاص مع بداية الشهر المبارك. فقد سمحت بنغلاديش بصلاة التراويح ولكنها قصرتها على 12 شخصا في كل مسجد. وفي سنغافورة وبروناي حظرت البازارات الرمضانية التي تبيع المنتجات الاحتفالية.

وعودة إلى الديار المصرية، أمر شيخ الجامع الأزهر المسلمين بتأدية صلواتهم بالمنازل والتزم معظمهم بذلك أمس الجمعة. ولكن حي الزمالك القاهري شهد تجمع الرجال في شارع مزدحم لتأدية الصلاة، وهي علامة أخرى على أن العديدين يتحدون القيود بالفعل، ومع ذلك لم تتدخل الشرطة.

المصدر : نيويورك تايمز

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق